في برنامج تقدمه قناة الحرة عراق الامريكية التي تبث خصيصا للعراق شدني تصريح لاحد قادة الخط الثاني في احد الاحزاب الاسلامية
حيث قال ما معناه ان الصراع الطائفي في العراق قد انتهى وان اي حركة او حزب يتبنى هذا الصراع سيفشل وان السبب في ذلك هو ليس القيادات والافكار الحزبية بل هي الصحوة الشعبيه الكبيرة التي اصبحت تواجه اي فكر طائفي بالرفض والنفور
أذن أخيرا وصل صدى العقلانية الذي انطلق من المثقفين العلمانيين والذي كان يرفض الطرح الديني في العراق لانه يسبب صراعا طائفيا لقد وصل صدى هذا الطرح الى معاقل التخلف في قيادات الاحزاب الدينية وبدأ رجال في هذه الاحزاب يحاولون التخلص من العباءة الطائفية وعباءة الدولة الدينية التي يطرحونها ويحاولون ان يكونوا قريبين من طرح الناس العاديين الذين اصبحوا ينظرون للاحزاب الدينية كانها ممثل للشيطان
خلال السنة الاخيرة ابتداء الوعي في العراق يتجه اتجاها جديدا يبشر بالخير فبعد ان كان المجتمع يقدس رجال الدين وينظر اليهم كممثلين لله في الارض اصبح الكل يعتقدون ان هذه الطبقةمن المعممين هي طبقة شيطانية طبقة مجرمة واصبح من العادي جدا ان ترى رجل الدين المعمم يتعرض الى التجاهل والتهجم من الناس بعد ان كان الكثيرون يسارعون لتقبيل يديه
واتوقع ان تستمر هذه الحالة الى مرحلة يصبح صعبا على المعمم ان يمشي في الشارع كما شاهدت ذلك في ايران
ان الوعي الحالي في العراق وان كان يمثل نقله نوعية جيدة الا انه مازال دون طموحاتنا في ان يتم تجريد القدسية عن اي شيء وان يتم البحث في اي فكر من جانب العقل بعيدا عن الخرافة والافكار الجامدة الموروثه في خزانة التقديس المجمدة
المرحلة الحالية هي مرحلة تجريد أغلب رجال الدين من الصفة الالهية وتحويلهم في نظر الناس الى مجرمين لا علاقه لهم بالدين الصحيح اي انك اذا سألت انسانا عاديا الان عن رجال الدين سيقول لك ان اغلبهم منافقين حرامية لا يمثلون الاسلام الصحيح ولكن هذا لا يمنع الناس من اتباع كل شيء ورثوه على انه دين وان كان لا يتماشى مع العقل والعصر
اما الحلم الذي نتمناه هو ان يأتي الوقت الذي يعيد الناس النظر في كل سيء ورثوه كدين ويحاولون ان يعرضوه على ميزان الحقيقة والعصر كي يتحر الفكر البشري من سلطة التحجير الدينية على الاقل ان يعود الوضع في العراق الى ما كان عليه في اربعينيات القرن العشرين او ثمانينياته بدلا من الصحوة الدينية المباركة
وما احلى الحلم